728x90 AdSpace

اخر الاخبار
الجمعة، 14 أكتوبر 2016

التسنين ،،،،

‏ هاك سن الحمار وأديني سن الغزال ...
هكذا كنا نردد ونحن نقذف إحدي أسناننا اللبنية التي إنكسرت لتحل محلها الأسنان الدائمة... ولكن حتي اليوم لم أستطع تفسير كنه طلبنا ذلك ومن كنا نخاطب بذلك الطلب الملح وكذلك أي من أسنان الغزال كنا نقصد.... وهل يعني ذلك أننا سنظل حميرا إذا لم تتكسر الأسنان اللبنية....!
المعروف عزيزي القارئ أن أي طفل تنبت له أسنان عند بلوغه العام الثاني تقريبا ويطلق عليها الأسنان اللبنية وقد تصاحب بروز هذه الأسنان متاعب صحية عند بعض الأطفال يطلق عليها إسم (التسنين) ويقصد بها عملية تكوين وبروز الأسنان ..... ويطلق الأونشو علي هذه العملية إسم جيل‏.... Jill ‏ أي التسنين....!
ورغم أن ظاهرة التسنين تعد ظاهرة عادية وجزء من عملية النمو الحيوية للطفل مثلها ونمو شعر الرأس وتعلم المشي والكلام إلا أن لظاهرة التسنين عند السودانين تقييما وفهما تربويا له مغزي..... خاصة عند تكسر هذه الأسنان وتبدلها في مرحلة عمرية معينة عند الطفل قد تكون عند السنة السادسة أو السابعة.... ولكن هناك شبه إجماع عند أهل السودان قاطبة أن تكسر الأسنان اللبنية وتبدلها بالأسنان الدائمة تعني دخول الطفل في السنة السابعة من عمره وهذه مرحلة لها أهميتها العظمي.....!
قديما كان غالبية أطفال السودان تتم ولادتهم خارج المستشفيات وإنما في البيوت وربما حتي بغياب القابلة ( الداية) وكانت تتم بواسطة الجارات البصيرات ولذلك قل أن يتم تحرير وإستخراج شهادات الميلاد للغالبية العظمي من الأطفال وقد لا يهتم الوالدان حتي بتاريخ ميلاد أطفالهم ولكنهم كانوا يراقبون نمو الطفل وإكتمال تكون أعضائه الحسية وكانت أهم مرحلة هي مرحلة تكسر إحدي أسنانه ... وهنا يثبت بما لايدع مجالا للشك أن الطفل قد بلغ السابعة من عمره.....!
وسن السابعة لها من الأهمية مالها.... ففي هذا العمر يكون الطفل قد بلغ عمر التمييز وبإمكانه التعبير بوضوح ويمكن للناس فهم خطابه والإعتماد عليه في أداء بعض الأعمال البسيطة كأن يكون ( أندار) أي جليس أطفال رضع أو أن يراقب صغار البهم من الماعز أو حتي تركه بالمنزل لوحده رقيبا علي الدار.....!
وأما أهم الأغراض التي كان يسهلها تكسر الأسنان اللبنية هو عملية تقدير العمر الذي يطلق عليه في الدوائر الرسمية إسم( التسنين) والذي بموجبه كان الطفل السوداني يمنح مستندا تقديريا لميلاده ( المجازي) يسمي شهادة تسنين أو تقدير العمر.....!
والطريف أن بعض الأطفال خاصة في الريف كانوا لايحتاجون لإبراز مستند رسمي يبين أعمارهم عند تقدمهم للإلتحاق بالمدارس .... فحسبهم فتح أفواهم لإبراز تكسر الأسنان اللبنية ونمو أسنانهم الجديدة ليقتنع المسؤول ببلوغهم سن السابعة الذي يتيح لهم التسجيل بالمدرسة كتلاميذ جدد......!
وأذكر حين بدأت في تكسير أسناني اللبنية هرع بي أهلي إلي مدرسة كلاندي الإبتدائية عند بدء القبول وهناك تقابلت مع عدد من الأطفال من الجنسين وكان معظمنا لديه ( نجلو) وهي الفجوة التي يخلفها فقدان أسنان مقدمة الفم فيكتسب الطفل ملاحة في الوجه وبرأة يحبها الجميع ( الصورة المرفقة).....!
وهناك جلس ناظر المدرسة ( المدير) وبمعيته مك القرية وأولياء أمور الأطفال وهم يستقبلون أي طفل ويطلبون منه فتح فاهه للتأكد من تكسر الأسنان اللبنية الأمامية وتبدلها بالأسنان الدائمة......
ومن الطرائف أن إبن عم لي كان يصغرنا سنا وكان قد تعرض لحادث عندما وقع من فوق حمار جده وتكسرت أسنانه الأمامية فأتي به ذووه للتسجيل رغم قناعتهم أنه مازال صغيرا.... وعند مقابلته لللجنة إقتنع الجميع عدا مك القرية الذي لاتخفي عليه المستجدات التي تحدث بالقرية فسأله ألست إبن فلان الذي وقع عن حمار جده وتكسرت أسنانه..... فأجابه الطفل نعم .... وهنا إنجلت الحقيقة لللجنة فتم إستبعاده لعدم إكماله لسن القبول.....!
وهكذا في أيامنا هذه قد تجد إثنين من الأونشو يتجادلان في أيهما يكبر الآخر عمرا فيقول أحدهما للآخر..... ياتري يوم الحادث الفلاني هل تكسرت أسنانك اللبنية أم لا....؟
فإن أجاب بلا فيقول له صاحبه أنت أصغر مني إذن لأني يومها كنت في السابعة لتبدل أسناني اللبنية بالمستديمة.....!

ولتكسر الأسنان وتبدلها مواقف وطرائف يتذكرها البعض منا وأحداث عاشها مع رفاقه يومها ومازالت عالقة بذاكرته حتي اليوم نتعشم في هذه السانحة أن نشاركه لحظاته تلك وكيف إجتازها ونأمل أن تشركونا معكم فيها.... وكونوا بخير وصباحكمZain
  • Blogger Comments
  • Facebook Comments

0 comments:

إرسال تعليق

Item Reviewed: التسنين ،،،، Rating: 5 Reviewed By: nietomaga.blogspot.com