تناولنا عزيزي القارئ بالأمس نوعا من أنواع المخاطبة المكتوبة وهي الرسائل الشخصية في نمطها الرئيسي والتي أحب أن أطلق عليها في سلسلتنا هذه بالرسائل الإملائية لأن هذا النمط من الرسائل يكتب غالبا نتيجة لرغبة أو أمر شخص آخر غير الكاتب فيقوم الكاتب بخط هذه الرسائل كما تملل عليه ولا خيرة لديه في تغيير جملها إلا إذا كانت جملا جارحة فيهذبها بلغته لتصبح مقبولة لدي الطرف الآخر .....!
وقد أشار الكثير من أصدقاء المنتدي إلي مايوجد في مثل هذه الرسائل ( الإملائية) من ملح وطرائف تظهر للكاتب خلال سطور هذه الرسائل ومعالجته لها لأنها قد تأتيه بلغة أخري ويكتبها هو بلغة مغايرة وإن كانت بنفس معني المقال.....!
واليوم عزيزي القارئ ندلف بك إلي إحدي أنماط الرسائل (الخطيرة جدا) والتي لعبت دورا هاما وإتخذت منحي نفسيا وتربويا في حياة أي شخص متعلم وغيرت شخصيته وطريقة معاملته للآخرين ألا وهي الرسائل الشخصية ( الإنشائية)..... وعندما نقول إنشائية نعني بها أن هذا النوع يقوم بإنشائها الكاتب بنفسه ويعبر بها من بنات أفكاره ولغته الخاصة ولايقوم شخص آخر بإملائها له..... ولأجل هذا نجد أن هذا النمط يأتي بلغة خاصة جدا وتنسيق خطابي يتعمد فيه الكاتب الإتيان بزخم من بديع اللغة والسجع وإقتباس من الشعر والنثر .....!
قد تكون هذه الرسائل لأخ شقيق وقد تكون لصديق عزيز وقد تكون لحبيب قلب قريب أو بعيد .... وبحسب معزة وقيمة تلك الشخصية تأتي العبارات وترسم الكلمات في شكل لوحات لها معاني وأنغام......!
ورغم أن هذا النمط من الرسائل في الغالب نجده مكتوبا في شكل رسائل ورقية( خطابات) إلا أنها قد تأتي في شكل شعر يغني وهنا تصبح هذه الأغنيات ملهمة لمن يكتبون فيقتبسون من تلكم الرسائل قوافيها ومقاطعها..... مثال من يقتبس بيتا من الشعر ويكتب:
رسلت ليك أجمل خطاب ولليلة ردك ماظهر..... زعلانة ولا شنو الحصل.....( يعبر عن قلقه من صمت الحبيب).....!
ومنهم من يقول:
أكتب لي ياغالي الحروف...
أكتب لي خلي النار تموت والهم يفوت....
أنا غير حروفك أفقد الدنيا وأضيع.....
( يعبر عن لهفته لمعرفة أخبار الحبيب)....!
رسلت ليك أجمل خطاب ولليلة ردك ماظهر..... زعلانة ولا شنو الحصل.....( يعبر عن قلقه من صمت الحبيب).....!
ومنهم من يقول:
أكتب لي ياغالي الحروف...
أكتب لي خلي النار تموت والهم يفوت....
أنا غير حروفك أفقد الدنيا وأضيع.....
( يعبر عن لهفته لمعرفة أخبار الحبيب)....!
وقد يبالغ الكاتب في وصف قوة رسالته كما تفضل وذكر أخي جلال أبوهم فيكتب ( تحية إذا مرت بفلسطين حلت مشكلتها ، وإذا مرت بالجبال هدتها ، وإذا مرت بالبحار فجرتها ، وإذا.....) ..... لاحول ولا (قوة) إلا بالله ... مابال هذه التحية بهذه القوة النووية... أما كان الأجدر بكاتبها أن يرسل ( دانة) بدلا عنها لأن الدانة أرحم فهي تصيب موقعا واحدا ولاتدمر تدميرا شاملا كهذه التحية النووية......!
عزيزي القارئ قد لا أكون خبيرا في هذا النمط من الرسائل الإنشائية ولا محيطا بكل أساليبها ولا أحب أن أكون مطولا وثقيلا في مقالي فأتعبك معي في الإنتظار لعلمي إنك وغيرك من الإخوة علي أحر من الجمر للإدلاء بدلوكم في هذا الموضوع فأقول مقتبسا قول ودالمصطفي في الدائية:
إنت لو فكرت تتذكر غرامك وتبك ماضيك البعيد....
برضي زيك كنت (.....) وكانت أيام عمري عيد....
إنت لو فكرت تتذكر غرامك وتبك ماضيك البعيد....
برضي زيك كنت (.....) وكانت أيام عمري عيد....
فماذا تود أن تقول وماذا سنجد في جعبتك من مقال.....
لا تخف وليس عليك حرج.... فقد كان ذاك من الماضي وصار أثرا بعد عين فكن بخير وصباحكSudani
لا تخف وليس عليك حرج.... فقد كان ذاك من الماضي وصار أثرا بعد عين فكن بخير وصباحكSudani
0 comments:
إرسال تعليق