لاشك عزيزي القارئ أن الإنسان يحتاج في حياته إلي التواصل والإرتباط بالآخرين بشتي الطرق ليحس بأنه يعيش علي هذه البسيطة وأن له قيمة وإعتبارا لدي الآخرين كما يطمح في معرفة أخبارهم وأحوالهم.....!
ومن بين أهم وسائل التواصل الكلام المكتوب والذي يطلق عليه التخاطب الكتابي أو الرسائل.... وقد تفنن الناس قديما في أساليبها وطرق إبتعاثها.... وإنتهت أخيرا بالرسائل الإلكترونية المعروفة بالSMS في قرننا الحالي.....!
ولكن في إعتقادي أن أكثر الوسائل التي لعبت دورا في حياة الناس هي الخطابات والرسائل الورقية في شتي المجالات حيث نجد الخطابات الرسمية ورسائل الأصدقاء والأحباب...... ومن منا لم يمارس مثل هذه الرسائل في شبابه وإعتبرها كالهواء الذي يتنفسه وأعطاها أهمية....!
وللخطابات الورقية في العهود السابقة أهمية ودور كبير لعبته في حياة الأونشو خاصة بعد أن تلقي نفر من أبنائها التعليم فكانوا خير معين لأهلهم علي التواصل ونقل الأخبار عبر كتاباتهم لمختلف بقاع المعمورة.....!
وحتي وقت قريب كنا نسارع إلي أقرب دكان لشراء تلكم المغلفات( الظروف) المميزة في أطرافها بخطوط ملونة بالأحمر والأزرق ومكتوب علي ركن منها بالإنجليزيةBy Air Mail أو بالفرنسيةVia Air Mail ولم نكن نفقه ماتعني هذه العبارات ولكن مايهمنا منها هو أن نجد بداخل الظرف ورقة مسطرة نظيفة لكي نسطر عليها خطابنا ثم ندخلها ونغلق الظرف بعناية بعد أن نبلل طرفه بألسنتنا حيث أن به صمغ جاف..... ثم نكتب عنوان الشخص المرسل إليه ونختم بعبارة شهيرة هي ( يجده في أسعد الأوقات) ... وكنا نكتب هذه الجملة أسفل الظرف.... ومنا من كان يتفلسف ويكتبTO FINED HIM IN AGOOD CONDITION وذلك حتي دون معرفة ترجمة هذه الجملة أو صحتها.....!
أما أجمل ماأتذكره هو أنه عندما نذهب للأهل في الإجازات كنا نستقبل كبار السن الذين لديهم أبناء بالخرطوم ويودون التواصل معهم يأتوننا وبأيديهم تلكم الظروف المميزة ويطلبون منا كتابة خطابات لأبنائهم ويقولون لنا.... (بآضدي كيرشونينق).... أي أسطر لي هذه الورقة.... فالأونشو تطلق علي الورق إسم( بآض).... وقد إصطلحوا علي إطلاق هذا الإسم علي الخطابات الورقية.....!
وكانت مهمة الكتابة هذه تعد ممتعة وصعبة في نفس الوقت إذ أنهم كان يملون لنا مواضيعهم التي يودون إرسالها بالخطاب بالأونشونوي ( بلسان الأونشو) ومطلوب منا كتابتها مترجمة للغة العربية.... وكانت أصعب اللحظات هي حين تنتهي من الكتابة وقبل إغلاق الظرف أن يطلب منك قراءة ماكتبته وهنا المشكلة إذ أنك مطالب بقراءة النسخة الأصلية أي ماقيل بالأونشونوي وليس المكتوب باللغة العربية.... والويل لك إذا كنت أسقطت عبارة أو جملة سهوا إذ لابد من إعادة الكتابة مجددا......!
ومازلت أذكر عبارات بعينها كانت سائدة حينذاك منها..... لاينقصنا إلا عدم رؤياكم الغالية..... وبلغ سلامي بدون فرز.... أو سلامي إلي فلان وأولاده صغير وكبير وهكذا.....
ومن طرائف الخطابات أيضا أن تأتيك عجوز من قرية بعيدة تحمل بيدها ظرفا وتعطيك له وعندما تستخرج الورقة تريد كتابة خطابها تقول لك .... لاتكتب بل ضع الورقة فارغة وأغلق عليها ثم أكتب إسم وعنوان المرسل إليه ثم أقلب الظرف للجهة الأخري وأكتب إسم الراسل..... وذلك لعمري كان من أبلغ الرسائل التي تعبر عن شدة الإستياء والغضب لأن الذي يفهم من هذا التصرف هو شدة نقمة الشخص الراسل علي الشخص المرسل إليه والذي قد يكون إبنه أو أخيه وقد يكون طال عليه الزمن لم يبادله الخطابات..... وربما كان ذلك التصرف تعبيرا عن النية بالمقاطعة....!
عزيزي القاري ربما مرت بك طرائف وأحداث من هذا القبيل أو مواقف تحب أن تحكيها لنا عن الرسائل والخطابات فدونك ومستطيل التعليق بالأسفل لنعيش معك ماتحمله في جعبتك متواصلين ومتسامرين....
وكن بخير وصباحكMTN.
وكن بخير وصباحكMTN.
0 comments:
إرسال تعليق