... توندوقي إيي شيندندي كرنق أنانانق...
يقال
أن رجلا من الأونشو إبتلاه الله في أولاده بعلة العمي.... فما يرزق بمولود ويصير
في عمر المراهقة حتي يفقد بصره كليا ويصير كفيفا حتي بلغ عدد أولاده العميان
خمسا.... ولأنه كان يحب أبنائه كثيرا فقد كان الرجل يعتني بهم ولايهمه من دنياه
إلا مراقبتهم والإهتمام بأمورهم ولايدع أحدهم يغيب عن نظره أبدا......!
ولكن
ولما للشباب من ولع بالمغامرة وحب الإثارة والتشويق فقد كان لهؤلاء الفتية
مشاريعهم الشبابية الشخصية الخاصة.... إذ كانوا علي ماهم عليه من علة جعلت والدهم
مهموما لا يكاد يتفرغ لسواهم من شؤونه الخاصة إلا أنهم إهتموا بمتابعة اللهو
والحفلات..... فما إن يصل لسمعهم صوت غناء حكامة أو إيقاع كرنق إلا وأسرعوا إلي
حيث يوجد ذلك الحفل......!
وفي
ذات يوم وبينما والدهم في الحقل يعمل جاهدا هطلت أمطار غزيرة إمتلأت من جرائها
الخيران وسالت الأودية فخاف الرجل علي أبنائه من الغرق فأسرع رغم خطورة الطريق
الممتلئ بالمياه وسار وهو يقع في حفرة تارة وينزلق في اللين تارة أخري حتي وصل إلي
حيث منزله وقد أدلج الليل ولكنه لم يجد ماكان يسميه منزله ولا واحدا من أولاده فقد
أتت عليه السيول وجرفته ومن فيه.....!
حزن
الرجل حزنا شديدا وأظلمت الدنيا في عينيه من شدة الحزن والهم علي مصير بنيه فخرج
هائما علي وجهه في ذلك الليل البهيم .... وظل سائرا دون هدي حتي سمع فجأة صوتا
لإيقاع كرنق يأتي من قرية مجاورة تقع فوق تلة فقال في نفسه لأذهب إلي هذه القرية
وأستنجد بأهلها علهم يساعدونني في البحث عن أولادي الذين جرفهم السيل.....!
وسار
الرجل قاصدا القرية لايكاد يبصر في الظلام طريقه فكان يصطدم بجذوع الأشجار
المقطوعة وفروعها الواقعة حتي أصيبت أرجله بالجروح ولكنه تحامل علي نفسه حتي وصل
القرية حيث علم أن بالقرية حفلا مقاما إحتفالا بزواج أحد أبنائها الشباب......!
وقصد الرجل
مكان الحفل ليجد حشدا من الناس يرقصون الكرنق فرحين ومسرورين.... وجال بنظره فيهم
علي أضواء النيران المشتعلة عله يجد من يعرفه ليستنجد به فيجمع له الناس ويحثهم
للخروج بحثا عن هؤلاء الفتية الذين جرفتهم السيول......!
وبينما
الرجل يتفحص الوجوه بحثا عمن يتعرف عليه إذ فجأة وقع بصره علي شخص كاد أن يغشي
عليه من هول الصدمة.... وجعل يفرك عينيه ويعيد الكرة يمعن النظر في ذلك الشخص غير
مصدق مايري.... وأخيرا جال بنظره فيمن يقف مع هذا الشخص وفي هذه المرة لم يستطع
التحمل فسقط مغشيا عليه وسط الدارة ( ميدان الرقص)..... فقد كان من وقع عليهم بصره
هم أولاده العميان الخمسة......!
إجتمع
عليه الناس وجعلوا ينعشونه حتي أفاق من إغمائه فقيل له مابك....؟
فلم يزد علي قول:
(توندوقي إيي شيندندي كرنق أنانانق)... أي (نهم ونشقي للعميان وهم يرقصوا في الكرنق) .... فصار مثلا يضرب فيمن يتعب الناس من أجله وهو يلهو غير عابئ بما يجري حوله...
كن بخير عزيزي القارئ وصباحك Zain
فلم يزد علي قول:
(توندوقي إيي شيندندي كرنق أنانانق)... أي (نهم ونشقي للعميان وهم يرقصوا في الكرنق) .... فصار مثلا يضرب فيمن يتعب الناس من أجله وهو يلهو غير عابئ بما يجري حوله...
كن بخير عزيزي القارئ وصباحك Zain
0 comments:
إرسال تعليق