هو من
مخلوقات الزمان القديم ويقال أنه أحدي أصدق الصور التي تجسد ماكانت عليه
الديناصورات قديما من ضخامة في حجمها وغرابة في صورتها.....
تسميه
العرب بالكركدن والهريس ووحيد القرن.... ويطلق عليه السودانيون إسم الخرتيت....
وهو علي ضخامة حجمه يعتبر من الحيوانات العاشبة والحمد لله علي ذلك ... فلو كان
حيوانا مفترسا لأتي علي ما بالغابات والمدن ليشبع نهمه بحسب حجمه....!
والكركدن
من الحيوانات المهددة بالإنقراض ... بل لقد أضحي شبه منقرض خاصة النوع الأبيض منه
والذي كان يوجد حصريا بالسودان وجنوب إفريقيا فقط.... إذ أصبح مؤخرا في عداد
الحيوانات النادرة.....!
عزيزي
القارئ.... في أواخر العام1955 والسودانيون يتهيأون لإستلام مقاليد الحكم عقب جلاء
الإنجليز عن السودان كان الشغل الشاغل لأعضاء البرلمان هو تعيين :
*شعار الدولة
*وعلمها
*ونشيدها الوطني
.... وبدأ الجدال واللغط أولا في تحديد ألوان العلم وعددها وطال الجدال أياما.....!
*شعار الدولة
*وعلمها
*ونشيدها الوطني
.... وبدأ الجدال واللغط أولا في تحديد ألوان العلم وعددها وطال الجدال أياما.....!
ولما
لم يفلح أعضاء البرلمان في الإتفاق علي تحديد ألوان العلم إنبرت لهم زوجة الحاكم
العام الإنجليزي للسودان وقدمت إقتراحا بالألوان الثلاثة لعلم السودان وكانت تمثل
الآتي :
الأخضر لون الزرع
الأصفر لون الصحراء
الأزرق لون النيل
وقطعت جهيزة ( الإنجليزية) بذلك قول كل خطيب (سوداني) فإرتضي البرلمانيون هذا العلم....
الأخضر لون الزرع
الأصفر لون الصحراء
الأزرق لون النيل
وقطعت جهيزة ( الإنجليزية) بذلك قول كل خطيب (سوداني) فإرتضي البرلمانيون هذا العلم....
أما
بخصوص النشيد الوطني فقد أبقوا علي النشيد الإنجليزي الأول ريثما يؤلفون نشيدا
خاصا في المستقبل وذلك لضيق الوقت وكان الناس في سباق مع الزمن للإستعداد لإعلان
الإستقلال خاصة إنه كان قد أعلن الإستقلال من داخل البرلمان وقتها.....!
وكان
أكثر الأمور جدلا هو تحديد شعار لهذه الدولة الوليدة ... وحسب المتبع وقتذاك فإن
الدول كانت تتخذ من أقوي أو أندر المخلوقات الموجودة بأراضيها شعارا يمثل عظمتها
وهيبتها.....!
وكانت
غالبية الآراء تميل إلي الهلال أو النجمة أو النسر أو الحربة ( رمح المهدية) ....
ولكن البرلماني محمد أحمد محجوب إنبري ناقدا هذه المقترحات بحنكة قائلا إن الهلال
يذكرنا بالحكم التركي.... والنجمة تذكرنا بالحكم المصري... والنسر شعار الحكم
الإنجليزي.... وأما الحربة فترمز للمهدية... ونحن لسنا بحوجة للتبعية لأية جهة
إستعمرتنا أو كان لها دور في السودان قديما.....!
وقدم
محمد أحمد محجوب مقترحا تقدم به أحد أساتذة جامعة الخرطوم ألا وهو شعار (وحيد
القرن) الأبيض.... وكان يعد من الحيوانات النادرة ولايوجد منها علي مستوي العالم
سوي200 رأس فقط وفي السودان تحديدا.... وحدث هرج شديد وسط أعضاء البرلمان فمنهم من
قال بغباء هذا الحيوان ومنهم من إنتقد ضعف بصره.... ولكن ودالمحجوب وبما عرف عنه
من تهكم ولسان لاذع فقد فند إدعاءاتهم قائلا.... إن كنتم تخشون أن يحكمكم هذا
الخرتيت الغبي وضعيف النظر فأنتم مخطئون لأننا سنتخذه شعار لندرته فقط.... إسوة
بدول إتخذت أندر مخلوقاتها شعارا لها لتباهي به الأمم الأخري ....
وتحت
حصافة وعقلية وذكاء محمد أحمد محجوب إرتضي الجميع علي أن يكون الخرتيت أو الكركدن
الأبيض شعارا لدولة السودان الوليدة......!
ولكن
عزيزي القارئ أتدري ماذا يطلق الأونشو علي الكركدن أو وحيد القرن.....
:
:
:
:
:
:
:
إنهم يسمونه( تيرنقTurng ) .... أجل تيرنق.... فهم علي ندرته قد عاصروا فترة تواجده بالمنطقة وأطلقوا عليه هذا الإسم.... وقديما كانوا يقومون بصيده للحمه وقرنه الذي إعتقدوا فيه أنه يشفي كثير من الأمراض وخاصة التسمم.....!
:
:
:
:
:
:
:
إنهم يسمونه( تيرنقTurng ) .... أجل تيرنق.... فهم علي ندرته قد عاصروا فترة تواجده بالمنطقة وأطلقوا عليه هذا الإسم.... وقديما كانوا يقومون بصيده للحمه وقرنه الذي إعتقدوا فيه أنه يشفي كثير من الأمراض وخاصة التسمم.....!
وكنت
أري أناسا يتخذون من قرنه أختاما يلبسونها علي أصابعهم أو يجعلونها في جيدهم مع
قلائد السكسك .... وقال لي أحدهم إنك إذا أصابتك ريبة في طعام قدم لك فما عليك إلا
أن تغمس خاتم قرن الخرتيت فيه فإذا رأيته يفور فهذا دليل وجود سم به فأبتعد عنه
فورا......
وبالفعل
فإن أكبر مصائب الكركدن أتت من قرنه الوحيد لأن الصيادين إنهالوا عليه صيدا
وتقتيلا من أجل الحصول علي قرنه حتي أصبح سعره عالميا أغلي من سعر الذهب وقد قيل
إن سعر الجرام منه وصل حتي65 دولارا في نهاية القرن المنصرم حين صرح بعض علماء
الهند والصين بأنه يعالج السرطان وبعض الأمراض الباطنية.....!
وفي
العام1969 حينما إعتلي الرئيس جعفر محمد نميري كرسي الرئاسة بالسودان إتخذ صقر
الجديان( أورال) شعارا للسودان وغير ألوان العلم والنشيد وسمي الدولة ( جمهورية
السودان الديموقراطية)..... وأتم بذلك إنقراض الكركدن إسما وفعلا فصار مثله
والأبقار في المرعي لايبالي به وراح في مذبلة التاريخ بعد أن كانت صورته تزين
مستندات الدولة الرسمية وأوراقها وكانت السلطات تأويه في محميات خاصة وتم تجنيد
عدد 400جندي مدججين بالأسلحة لحمايته من الصيد علما أن عددها حينذاك كان 200 خرتيت
فقط... أي جنديان لكل خرتيت....( ويومها لم يكن حتي لرئيس الدولة حرس بمثل هذا
العدد).... كيف لا والخرتيت يومها كان سيد المخلوقات البرية وشعار دولتها التي تعد
من أكبر الدول الإفريقية مساحة وتتميز بعناصر لامثيل لها في باقي دول إفريقيا
قاطبة .... وقد دخل الخرتيت التأريخ من أوسع أبوابه كفاتح لدولة جديدة إسمها (
جمهورية السودان).... ولكنه خرج أيضا من نفس باب الدخول ولنفس الأسباب التي دخل
بها ألا وهي تغير السلطات لدي البشر وتغير حاكمهم... ويالها من أسباب واهية جعلته
يذهب غير مأسوف عليه فإنزوي في غابات جنوبها وقيل إنه هاجر مؤخرا من السودان غاضبا
ليتخذ من دولة جنوب إفريقيا ملاذا له وملجأ وتجنس بجنسية ( دولة جنوب إفريقيا)
ففقدناه إسما ورسما......
عزيزي
القارئ كن بخير وصباحك Zain
0 comments:
إرسال تعليق