728x90 AdSpace

اخر الاخبار
السبت، 20 أغسطس 2016

صدقة الميت ،،،


قال رسول الله (ص)....
إذا مات إبن آدم إنقطع عمله إلا من ثلاث: علم ينتفع به، أو صدقة جارية ، أو ولد صالح يدعو له ....
أو كما قال ... وقد صدق الرسول ( ص).
عزيزي القارئ... تعارف الناس منذ قديم الزمان علي الإجتماع بمنزل الميت بغرض العزاء لآل المتوفي والجلوس إليهم للتخفيف من حزنهم علي الميت .... وقد أصطلح علي هذا الإجتماع عند النصاري واليهود بالتأبين... أما المسلمين فقد أطلقوا عليه إسم مأتم.... وقد أسماه السودانيون ( الفراش) ... أو بيت العزا .... أو بيت البكا.....!
والسائد في المآتم السودانية كعادة هو أن يتم ذبح بهيمة في اليوم الثالث للعزاء بغرض التصدق علي روح الميت ولذلك يسمون الطعام المقدم في هذا اليوم بالكرامة أو ( الصدقة) وإن كان ذلك مجرد إسم في أيامنا هذه لأن الغرض أصبح غير ملموس كما كان في العهود السابقة....
وصدقة الميت المذكورة أعلاه إذا وزعت بالطريقة الصحيحة تدخل في قول الرسول (ص) ... صدقة جارية.... ولكنها كما أشرت قد إتخذت منحي آخر من قبل القائمين عليها.... ولكن دعونا من مناقشة هذا الموضوع المتشعب ولنركز علي موضوعنا وهو العادة أو التقليد نفسه.... أي عادة ذبح كرامة للميت في اليوم الثالث.....!
قد يسألني البعض منكم قائلا.... ولماذا كانت الكرامة أو الصدقة في اليوم الثالث بالتحديد.....؟
أقول.... ليس لي علم بما إشتملت عليه معاني هذه العادة عند الأمم والقبائل الأخري ولكن علي نطاق أهلي الأونشو فقد كانت ذات معني عظيم عندهم....
فالأونشو أطلقوا إسم ( شيدو Shidu) علي صدقة الميت وكانوا يذبحون فيها ثورا ضخما في اليوم الثالث بالتحديد وكان له معني إجتماعي عظيم لديهم .....!
فالمعروف أن أي فرد من الأونشو لديه صلة قرابة من جهتين الكوري وهم السلالة ( أهل الأم).... والشال لي وهم الأصول ( أهل الأب)..... وهؤلاء الأقرباء قد يكونون موزعين في بلدان بعيدة وكان من الصعوبة وصول خبر موت فرد من الأهل إليهم بنفس سرعة وسهولة أيامنا هذه..... ولأجل هذا كان الناس ينتظرون وفود المعزين من الأهل من مناطق بعيدة لفترة أقلها ثلاثة أيام ثم ينهون أيام عزائهم بعمل شيدوShidu يولمون فيه مجتمعين ويدعون فيه للميت بخالص الدعاء كنوع من الصدقة وقد يتبنون أبنائه بينهم بغرض رعايتهم وتربيتهم فيتوزعونهم بينهم أو يجعلون وصياتهم لأحدهم ثم يفترقون......!

وعادة الشيدو Shidu ظلت سائدة بنفس الإسم حتي منتصف القرن الماضي ثم تحول الناس إلي تسميتها بالصدقة أو كرامة رفع الفراش..... وقد صدق(ص) فيما أثر عنه أن الإسلام جاء ليهذب مكارم الأخلاق وأنه قد وجد تقاليد تعد من هذه المكارم فأجازها وهذبها ووجد بعضها غير محمودة فأزالها.... فهنيئا لنا بعادة الشيدو Shidu كعادة فطرية أصيلة أجازها لنا ديننا الحنيف.....
وكونوا بخير وصباحكمSudani
  • Blogger Comments
  • Facebook Comments

0 comments:

إرسال تعليق

Item Reviewed: صدقة الميت ،،، Rating: 5 Reviewed By: nietomaga.blogspot.com