الشعب السوداني من أكثر شعوب العالم إبتكارا
لمصطلحات اللغة من واقع معطيات حياتهم اليومية... فقد علمتهم الأيام وسخرية
الأقدار علي إستخدام مصطلحات بسيطة للدلالة علي بعض المعاني بمنهج فكه وساخر....
ومن
بين هذه المصطلحات عبارة ( شمار) للدلالة علي القيل والقال أو نوع من النميمة
المتحضرة في نقل الخبر.... فإذا أراد أحدهم إيراد خبر سريع يقول.... شمار طازج....
وإذا أراد إعطاء خبر موثوق يقول.... شمار مغربل.... أما من يتلهف لسماع خبر ما
فيقول... الشمار حارقني.... وهكذا يدخل الشمار كمفردة تستخدم كشفرة للدلالة علي
النميمة ونقل الأخبار عموما وخاصة عند الجنس اللطيف.....
والشمار
كنبات له فوائد جمة خاصة في الطعام كنوع من التوابل.... وله فوائد طبية كثيرة جدا
وقد أسمته العرب ب( الرازيانج) وإستخدمته في الطب خاصة في علاج الأمراض الباطنية
وكغسول للعينين....
الطريف
أن عبارة ( شمار) عند الأونشو تعني الإنسان (النرجسي) أي الشخص المحب لذاته والذي
( يعيف).... أي الشخص يري نفسه فوق الجميع والذي يشعر بالحساسية لإستخدامه لأشياء
الغير ..... مثال إذا جاء منزلك كضيف فأجلسته علي السرير مثلا يلقي نظرة مشمئزة
علي الفراش وقد يفضل الجلوس في مكان آخر أقل رفاهية مما إستضفته فيه.... وإذا قدمت
له كوب ماء يتحسس من منظر الكوب فلا يشرب رغم شدة عطشه... أو إذا تناولت معه
الطعام ( العصيدة مثلا ) في إناء واحد يتعفف من تناوله معك خشية أن تختلط بقايا ماتتناولونه
فيقع في يده....
والشخص
الشمار عند الأونشو إنسان مكروه لايحبه الناس لترفعه علي الناس وعدم إختلاطه بهم
كنوع من التحسس وإعافة الإحتكاك بهم خشية الإتساخ أو حتي خوفه من أن يعادي بمرض ما
( حسب ظنه)... ولذلك تجد أن الناس تتخذ منه موقفا لتجنبه حتي لاتقع فريسة ظنونه
وهلاويسه النفسية....
عزيزي
القارئ تعامل مع إخوتك وأصدقائك بكل عفوية ومودة ولاتكن شخصا شمارا ( نرجسيا )
فيكرهك الناس ويشمئزون منك ويتناقلون سيرتك في شماراتهم اليومية فتصبح من ضمن
الشمار فعلا وقولا .... وكن بخير وصباحك Zain.
0 comments:
إرسال تعليق