،،،، أيجي نقوررندو ،،،
طال دهري في السؤال ومازلت سائلا....
ونقبت في المنشورات وأرسلت الرسائلا....
وتصفحت الكتب والمراجع ، بل وسألت قوقلا....
وجالست العارفين من الكبار ولم أدع قائلا....
أسأل عن مخلوق غريب صفاته لايعرف له شكلا....
يسميه البعض شوكولا وعفريتا ثم سعلا....
فلم أدرك كنهه ولم أجد له في الخلق أصلا....
فدعونا نتذاكر علنا نسبر غوره أو نعرف له صفة ومعقلا....
ونقبت في المنشورات وأرسلت الرسائلا....
وتصفحت الكتب والمراجع ، بل وسألت قوقلا....
وجالست العارفين من الكبار ولم أدع قائلا....
أسأل عن مخلوق غريب صفاته لايعرف له شكلا....
يسميه البعض شوكولا وعفريتا ثم سعلا....
فلم أدرك كنهه ولم أجد له في الخلق أصلا....
فدعونا نتذاكر علنا نسبر غوره أو نعرف له صفة ومعقلا....
عزيزي القارئ الأبيات أعلاها علي (علاتها)
جادت بها قريحة صاحبكم كمدخل لموضوع اليوم حول مخلوق أسطوري تحدثت عنه كل أمم
الكون في حكاياتهم الشعبية ولكن لم يتم تحديد أصله وإلي أي فئات الخلق ينتمي وهي
شخصية خرافية لها صفات تكاد تتطابق من بلد لآخر وإن كانت لها أسماء مختلفة ربما
بسبب جذور هذه الشخصية والتي جاءت من أساطير التراث العالمي ....
ويعتقد بعض الباحثين أن جذور هذه الشخصية
تعود إلي ( ليليث) في ملحمة جلجامش وهي كلمة بابلية/ آشورية تعني ( أنثي
العفريت)..... وأما العرب فقد أطلقت عليها إسم (السعلاة) ولكن لها عدة أسماء في كل
البلدان حيث نجدهم في مصر يسمونها ( النداهة) وفي دول الخليج العربي يسمونها ( أم
الصبيان).... وفي المغرب العربي إسمها ( عيشة قنديشة)... وفي التراث الأوربي تسمي
( سيكابيش Succubus )..... وفي السودان يطلقون عليها إسم( سعلوة)..... أما الأونشو
فيطلقون عليها إسم (إيجي نقوررندو
) .....
وعلي الرغم كثرة أسماء هذا المخلوق وتباينها
علي مستوي العالم إلا أن صفاته تكاد تكون متطابقة( كماذكرت آنفا).... ففي الحكي
الشعبي الأوربي يقال أن السعلاة هي (أنثي الغول) وتعيش في القفار المهجورة وشكلها
قذر جدا وشعر جسدها مغطي بالكامل بالقمل وتنبعث منها رائحة كريهة .... وقيل أن
السعلاة تشبه القرد وخاصة الغوريلا أو إنسان الأورانج أوتان Orang- Utan في جزر الزابج بسومطرة
وبورنيو.....
ويقال أن هذه السعلاة رغم بشاعتها التي ذكرناها فهي لديها المقدرة علي التحول في شكل إمرأة جميلة حسنة المنظر طويلة الشعر ومرتبة الهندام تغوي الرجال ثم تفتك بهم وتقتلهم .... وفي رواية أخري إنها إذا أعجبت بالرجل تغويه حتي يتزوجها فتنجب منه أطفالا( سعالي) ثم تعيده بعد سنين ولكن دون عقل.....
ويقال أن هذه السعلاة رغم بشاعتها التي ذكرناها فهي لديها المقدرة علي التحول في شكل إمرأة جميلة حسنة المنظر طويلة الشعر ومرتبة الهندام تغوي الرجال ثم تفتك بهم وتقتلهم .... وفي رواية أخري إنها إذا أعجبت بالرجل تغويه حتي يتزوجها فتنجب منه أطفالا( سعالي) ثم تعيده بعد سنين ولكن دون عقل.....
وهي شخصية موجودة في قصص الأدب الشعبي
العربي عموما وكانت الجدات تستخدمها لإخافة الأطفال في الحكايات الشعبية.... وكان
العرب يعتقدون أن السعلاة جان يتغير داخل كل قبر مهجور أو أنه نوع من السحر
الأسود..... ويحكي أن صنفا منها يتزي بزي النساء ويتراءي للرجال وأن بعضهم تزوج
منها وأنجب أطفالا.....
وفي السودان نجدهم أطلقوا عليها إسم(
السعلوة) في الحكي الشعبي ووصفوها بأنها عجوز شمطاء كريهة الرائحة تعيش في الغابات
وتترصد الرجال في الطرقات فتنقلب إلي حسناء جميلة وتغويهم فإذا قضت وطرها فتكت بهم
ونهشتهم بمخالبها الحادة.....
وكنت أسمع أمهاتنا قديما يرددن قولا غريبا
دائما عندما نلح علي طلب الأكل منهن ونقول( يمة أنا داير أكل ... يمة أنا عايز
آكل....) فتنتهرنا الأم قائلة....( ياولد أكل شنو .... تاكلك الشوكولوتة)....
ولبراءتنا وعدم فهمنا لمفردة ( شوكولوتة) هذه كنا نظن أنها نوع من الحلوي (
شوكولاتة).......ولكن ياللهول فقد علمت أخيرا أن هذه الشوكولوتة ماهي إلا هذه
السعلاة أو السعلوة.... ولا أظن أن أمهاتنا ( البريئات) كن يفقهن معني هذه
الشوكولوتة ( سامحهن الله).....
أما أهلنا الأونشو فقد أطلقوا علي هذه
السعلاة إسم ( أيجي نقوررندو) وتناولوها كأسطورة أو خرافة يتندرون بها في قصصهم
ووصفوها بأنها إمرأة صغيرة الحجم ( قزم) كريهة الرائحة تقشعر لها الأبدان إذا
رأتها .... تسكن البراري ولها شهية عظيمة لعسل النحل إذ تحب إلتهامه وتهاجم من
تجده من المخلوقات قرب موقع العسل وتتعارك معه حتي تفوز به وتلعقه كله.... وفوق
ذلك فهي تحب إغواء الرجال بما لها من قدرة علي التحول إلي فتاة جميلة جدا لايستطيع
المرء الإنفلات من مفاتنها فتغوي من يقع في براثنها ثم تفتك به بعد أن تقضي منه
مرادها....
عزيزي القارئ ... رغم مارأيناه من تطابق
الروايات في الحكي الشعبي بمختلف أرجاء العالم حول هذا المخلوق الخرافي إلا أنه ظل
وراء الكواليس لايعرف له شكل أو معقل ولايظهر إلا في أحاديث القيل والقال
والشعبيات وقصص الأطفال.... فهل ذلك يعد من الخرافات والأساطير ... أم أنه مخلوق
يجيد التخفي عن الأنظار...... أفتونا فقد بلغت حيرتنا مداها....
كن بخير عزيزي القارئ.... وصباحك Sudani.
0 comments:
إرسال تعليق