... شرينيال ...
... سياحة تربوية ...
تعددت طرق تربية النشء عند الأونشو وتشعبت وسائلها... فمرة بوضعهم تحت رعاية كبار السن كقصر لإكسابهم مهارات التعلم وإكتساب معاني بسيطة وسهلة الإيقاع عن طريق المحاكاة والتكرار...
ثم إستخدامهم كمرافقين وجليسي رضع في مهمة (الأندار) أو المساكة... وهي مرحلة تربوية تحتاج لحكمة وطول بال من الوالدين وحنكة في توجيه هذا القاصر التي أوكلت له مهمة رعاية قاصر مثله....
وبعد تخطي الغلام لمرحلة الأندار أو الجليس يتم إعداده لمسؤولية ونطاق تربوي أعظم ألا وهو نطاق الرعاة أو ال(شرينيال) ويسمي الفرد منهم بال( ياتو) أو الراعي... وهو الغلام الذي توكل إليه مهمة رعي البهائم والحفاظ عليها من السرقة أو إتلاف المزارع... علما أن التسمية تشمل الجنسين وقد يكون الغلام من الأسرة أو من خارجها وهنا يطلق عليه إسم أجير...!
وعندما نتحدث عن مرحلة الشرينيال( الرعاة) تزداد أهمية الإنتقال لهذه المرحلة بإعتبار كبر المسؤولية الملقاة علي عاتق الطفل وولوجه مرحلة مواجهة المجتمع كفرد عامل وله مهام وواجبات وحقوق....!
فعندما أعطي الصغير سابقا وفي مرحلة مبكرة( سن أربعة سنوات) مهمة الجلوس مع الرضيع ورعايته ك(أندار) أو جليس طفل( مساكة) ... كان أدائه مراقبا بواسطة الأسرة ولذا كان مسؤولا أمامها بتجويد الأداء داخلها كمؤسسة إجتماعية....!
أما حين يتم إختياره عند سن سبعة سنوات أو ثمانية كشرينياتو ( مفرد شرينيال)... فهنا تكبر المسؤولية وتتعقد المهمة... إذ أنه يصبح مسؤولا أمام مجتمع القرية أو المنطقة وتتسع دائرة الرقابة... ذلك أن مهمة رعي البهائم تجعله يحتك بالناس خارج نطاق الأسرة والأقارب ... بل قد يجد نفسه محتكا بأجانب من قبائل أخري خاصة إذا كان صاحب البهائم من الرحل.... ولأجل هذا أصبحت لمرحلة الشرينيال درجتين متتاليتين لابد من المرور بهما.... والمستوي الأول منهما هو مستوي الأوقينيال ( رعاة الغنم) ..... وذلك في محيط دائرة القرية حيث يكون مراقبا من قبل أهله ومعارفه من القرية والقري المجاورة... وتحت ظل هذه الرقابة يكتسب مهارات التعامل مع الغير ويتم توجيهه من الأهل مستخدمين بعض الغلظة أحيانا كالضرب إذا كان الخطأ فادحا وقد يجد الصبي نفسه بين مطرقة الأقارب وسندان الأسرة فيعتدل في سلوكه وينشأ في محيط رقابة مجتمع القرية ونهجها التربوي القويم...
وبعد تخطي هذا المستوي بنجاح من حيث الحفاظ علي الغنم من الضياع أو تجنيب الغير من أضرارها... وربما إكتساب بعض مهارات الرعاية كالمساعدة في عمليات التوليد ومعالجة بعض الأمراض الخفيفة وإكتساب قوة ملاحظة تغيير صحة البهيمة والتبليغ عنها ... كذلك تعلم طرق جس الأثر وذلك لتتبع آثار البهائم إذا ضاعت وإبتعدت... وكثير من أسرار الرعي والتي يكتسبها الطفل عند إحتكاكه بالآخرين وإرتباطه بهم وكسب إحترامهم.....!
أما المستوي الثاني من الشرينيال فهي مرحلة التنيال ( رعاة البقر) ... وهذه المرحلة تعد مرحلة ذات أهمية لمن يصلها لأنه يكون قد بلغ الثالثة عشر أو الخامسة عشر ويكون قد تشبع بكل شروط الأهلية ومكتسبا لمهارات لاتتوفر في أنداده ممن لم يمارسوا حرفة الرعي ، ولأجل ذلك يكون الطلب علي من تتوفر فيه هذه الشروط كثيرا والتنافس عاليا للحصول علي غلام بمثل هذه المهارات....!
ولأن المسؤولية كبيرة والمهمة عظيمة هنا يظهر عامل التحفيز المادي في شكل أجر سنوي يعطي للغلام... وكذلك تظهر بعض اللوائح والبنود القانونية المتعارف عليها ويتم الإتفاق عليها بين الطرفين ( صاحب البهائم/ ولي أمر الصبي)... وأهمها ... الرعاية الحسنة للصبي ... كسوته ... تغذيته ... علاجه ... الرجوع للولي عند الضرورة... تعيين الحافز السنوي والذي غالبا ماتكون عجلة أنثي (بعمر محدد) من البقر عند تمام السنة....!
خلال فترة تواجد الصبي كأجير لدي الغير يكتسب مهارات وثقافة إجتماعية جديدة ... فقد يتم إختياره كأجير لدي قبيلة غير قبيلته فنجده يتعلم لغتها وثقافتها وأعرافها ونظمها وتقاليدها الإجتماعية ... وقد تكون هذه القبيلة من الرحل وهنا تتسع أمام الصبي فرص الإحتكاك بمجتمعات كثيرة ويكتسب خبرات وثقافة جغرافية ومعلومات ثقافية عظيمة... كما يصير صلبا وقد عجن عوده بالصبر وتحمل المشاق وإكتسب إحترام الغير بحسن المعاملة والخلق الكريم.....!
ومن بنود إتفاقية الأجير ( راعي البقر) ... بند يعتبر أهم ما يتفق عليه الطرفان( المخدم/ وولي أمر الصبي) ... وهو أنه بإمكان الصبي إنهاء فترة الإجارة من طرفه متي ماأراد ذلك.... بشرط تسليم عهدته من البهائم سليمة... وهنا يتوجب علي صاحب البهائم تسليمه أجرته كاملة دون نقصان أو تأجيل... علما أن الأجرة السنوية كانت تدفع له عند نهاية كل سنة في شكل بهائم وتظل محفوظة ضمن بهائم المخدم وربما تزيد بمرور الزمن بفعل التوالد وتصبح كثيرة العدد....!
عند عودة الصبي من فترة الخدمة كأجير بعد سنوات وقد صار بمصاف الرجال(20/18 عاما) وبمعيته مال مما جناه خلال فترة خدمته تتغير نظرة مجتمع القرية تجاهه لما إكتسبه من مال وخبرات وثقافة... وهنا ينظر في أمر توليه مهمة أكبر ألا وهي مهمة تكوين أسرة تخصه ... وذلك بتزويجه من إحدي حسناوات القرية ليصبح بذلك فردا مضافا للقرية وأحد صناع القرار بها.... وربما تولي مهاما أكبر علي مستوي القرية وصار يشار إليه بالبنان وذاع صيته بالقري المجاورة.....
كنا معا عزيزي القارئ في سياحة قصيرة بإحدي مجتمعات قري الأونشو وتناولنا فيها ورأينا إحدي أهم المناهج التربوية الممرحلة للأطفال عند الأونشو .... أتمني أن تكون قد نالت إعجابكم وإستحسانكم...
وصباحكم
... سياحة تربوية ...
تعددت طرق تربية النشء عند الأونشو وتشعبت وسائلها... فمرة بوضعهم تحت رعاية كبار السن كقصر لإكسابهم مهارات التعلم وإكتساب معاني بسيطة وسهلة الإيقاع عن طريق المحاكاة والتكرار...
ثم إستخدامهم كمرافقين وجليسي رضع في مهمة (الأندار) أو المساكة... وهي مرحلة تربوية تحتاج لحكمة وطول بال من الوالدين وحنكة في توجيه هذا القاصر التي أوكلت له مهمة رعاية قاصر مثله....
وبعد تخطي الغلام لمرحلة الأندار أو الجليس يتم إعداده لمسؤولية ونطاق تربوي أعظم ألا وهو نطاق الرعاة أو ال(شرينيال) ويسمي الفرد منهم بال( ياتو) أو الراعي... وهو الغلام الذي توكل إليه مهمة رعي البهائم والحفاظ عليها من السرقة أو إتلاف المزارع... علما أن التسمية تشمل الجنسين وقد يكون الغلام من الأسرة أو من خارجها وهنا يطلق عليه إسم أجير...!
وعندما نتحدث عن مرحلة الشرينيال( الرعاة) تزداد أهمية الإنتقال لهذه المرحلة بإعتبار كبر المسؤولية الملقاة علي عاتق الطفل وولوجه مرحلة مواجهة المجتمع كفرد عامل وله مهام وواجبات وحقوق....!
فعندما أعطي الصغير سابقا وفي مرحلة مبكرة( سن أربعة سنوات) مهمة الجلوس مع الرضيع ورعايته ك(أندار) أو جليس طفل( مساكة) ... كان أدائه مراقبا بواسطة الأسرة ولذا كان مسؤولا أمامها بتجويد الأداء داخلها كمؤسسة إجتماعية....!
أما حين يتم إختياره عند سن سبعة سنوات أو ثمانية كشرينياتو ( مفرد شرينيال)... فهنا تكبر المسؤولية وتتعقد المهمة... إذ أنه يصبح مسؤولا أمام مجتمع القرية أو المنطقة وتتسع دائرة الرقابة... ذلك أن مهمة رعي البهائم تجعله يحتك بالناس خارج نطاق الأسرة والأقارب ... بل قد يجد نفسه محتكا بأجانب من قبائل أخري خاصة إذا كان صاحب البهائم من الرحل.... ولأجل هذا أصبحت لمرحلة الشرينيال درجتين متتاليتين لابد من المرور بهما.... والمستوي الأول منهما هو مستوي الأوقينيال ( رعاة الغنم) ..... وذلك في محيط دائرة القرية حيث يكون مراقبا من قبل أهله ومعارفه من القرية والقري المجاورة... وتحت ظل هذه الرقابة يكتسب مهارات التعامل مع الغير ويتم توجيهه من الأهل مستخدمين بعض الغلظة أحيانا كالضرب إذا كان الخطأ فادحا وقد يجد الصبي نفسه بين مطرقة الأقارب وسندان الأسرة فيعتدل في سلوكه وينشأ في محيط رقابة مجتمع القرية ونهجها التربوي القويم...
وبعد تخطي هذا المستوي بنجاح من حيث الحفاظ علي الغنم من الضياع أو تجنيب الغير من أضرارها... وربما إكتساب بعض مهارات الرعاية كالمساعدة في عمليات التوليد ومعالجة بعض الأمراض الخفيفة وإكتساب قوة ملاحظة تغيير صحة البهيمة والتبليغ عنها ... كذلك تعلم طرق جس الأثر وذلك لتتبع آثار البهائم إذا ضاعت وإبتعدت... وكثير من أسرار الرعي والتي يكتسبها الطفل عند إحتكاكه بالآخرين وإرتباطه بهم وكسب إحترامهم.....!
أما المستوي الثاني من الشرينيال فهي مرحلة التنيال ( رعاة البقر) ... وهذه المرحلة تعد مرحلة ذات أهمية لمن يصلها لأنه يكون قد بلغ الثالثة عشر أو الخامسة عشر ويكون قد تشبع بكل شروط الأهلية ومكتسبا لمهارات لاتتوفر في أنداده ممن لم يمارسوا حرفة الرعي ، ولأجل ذلك يكون الطلب علي من تتوفر فيه هذه الشروط كثيرا والتنافس عاليا للحصول علي غلام بمثل هذه المهارات....!
ولأن المسؤولية كبيرة والمهمة عظيمة هنا يظهر عامل التحفيز المادي في شكل أجر سنوي يعطي للغلام... وكذلك تظهر بعض اللوائح والبنود القانونية المتعارف عليها ويتم الإتفاق عليها بين الطرفين ( صاحب البهائم/ ولي أمر الصبي)... وأهمها ... الرعاية الحسنة للصبي ... كسوته ... تغذيته ... علاجه ... الرجوع للولي عند الضرورة... تعيين الحافز السنوي والذي غالبا ماتكون عجلة أنثي (بعمر محدد) من البقر عند تمام السنة....!
خلال فترة تواجد الصبي كأجير لدي الغير يكتسب مهارات وثقافة إجتماعية جديدة ... فقد يتم إختياره كأجير لدي قبيلة غير قبيلته فنجده يتعلم لغتها وثقافتها وأعرافها ونظمها وتقاليدها الإجتماعية ... وقد تكون هذه القبيلة من الرحل وهنا تتسع أمام الصبي فرص الإحتكاك بمجتمعات كثيرة ويكتسب خبرات وثقافة جغرافية ومعلومات ثقافية عظيمة... كما يصير صلبا وقد عجن عوده بالصبر وتحمل المشاق وإكتسب إحترام الغير بحسن المعاملة والخلق الكريم.....!
ومن بنود إتفاقية الأجير ( راعي البقر) ... بند يعتبر أهم ما يتفق عليه الطرفان( المخدم/ وولي أمر الصبي) ... وهو أنه بإمكان الصبي إنهاء فترة الإجارة من طرفه متي ماأراد ذلك.... بشرط تسليم عهدته من البهائم سليمة... وهنا يتوجب علي صاحب البهائم تسليمه أجرته كاملة دون نقصان أو تأجيل... علما أن الأجرة السنوية كانت تدفع له عند نهاية كل سنة في شكل بهائم وتظل محفوظة ضمن بهائم المخدم وربما تزيد بمرور الزمن بفعل التوالد وتصبح كثيرة العدد....!
عند عودة الصبي من فترة الخدمة كأجير بعد سنوات وقد صار بمصاف الرجال(20/18 عاما) وبمعيته مال مما جناه خلال فترة خدمته تتغير نظرة مجتمع القرية تجاهه لما إكتسبه من مال وخبرات وثقافة... وهنا ينظر في أمر توليه مهمة أكبر ألا وهي مهمة تكوين أسرة تخصه ... وذلك بتزويجه من إحدي حسناوات القرية ليصبح بذلك فردا مضافا للقرية وأحد صناع القرار بها.... وربما تولي مهاما أكبر علي مستوي القرية وصار يشار إليه بالبنان وذاع صيته بالقري المجاورة.....
كنا معا عزيزي القارئ في سياحة قصيرة بإحدي مجتمعات قري الأونشو وتناولنا فيها ورأينا إحدي أهم المناهج التربوية الممرحلة للأطفال عند الأونشو .... أتمني أن تكون قد نالت إعجابكم وإستحسانكم...
وصباحكم
0 comments:
إرسال تعليق