يقال أنه:
أتي ثعالة يوما من الضواحي حمار ....
وقال إن كنت حقا جاري ونعم الجار ...
فقل لي فإني كئيب مفكر محتار ...
في موكب الأمس لماسرنا وسار الكبار ...
طرحت مولاي أرضا ... فهل بذلك عار ...
وهل أتيت عظيما.... فقال لا ياحمار ...!
أتي ثعالة يوما من الضواحي حمار ....
وقال إن كنت حقا جاري ونعم الجار ...
فقل لي فإني كئيب مفكر محتار ...
في موكب الأمس لماسرنا وسار الكبار ...
طرحت مولاي أرضا ... فهل بذلك عار ...
وهل أتيت عظيما.... فقال لا ياحمار ...!
ذكرتني هذه الأبيات عزيزي القارئ بحال الحمار ذلك الحيوان الأليف
الولوف ومايوصم به من صفات البلاهة والغباء من قبل خلق الله الأخرين ... وحتي
الثعالب الهزيلة تسخر منه وتصفه بالغباء....
والحمار لعمري من أذكي الحيوانات وأحفظها للمعلومات وأكثر
الحيوانات إكتسابا للخبرات وكذلك من ذوي الحيلة... وهو الحيوان الوحيد المميز
بالصبر والأوحد الذي لايصدر عويلا إذا أوذي ومهما كان مبلغ الأذي وإيلامه....
ومن دلائل ذكائه قصته مع تاجر الملح...
إذ كان صاحبه يحمل عليه ملحا ثقيل الوزن ويطوف به القري لبيع بضاعته وذات يوم تصادف أن وقع الحمار أثناء عبوره لجدول ماء وأثناء مكابدته للقيام ذاب بعض الملح في الماء فخف وزن حمولته فإكتسب الحمار خبرة جديدة وصار كلما يعبر الجدول يقع في الماء ويخفف وزن حمولته.... ولكن كيف له بتحدي الإنسان الذي ميزه الله بالعقل..؟
فقد إكتشف صاحبه الحيلة وغير نوع البضاعة وجعلها صوفا ... وكعادته و (موالفته) للظرف وقع الحمار عند عبوره الجدول فتشاغل عنه صاحبه كأن ليس هناك عجلة في أمره فتشبع الصوف بالماء وصار ثقيلا والحمار لايدري ..... ( فتلك خبرة جديدة عليه).... وبعد حين بدأ صاحبه بإنتهاره للقيام والسير فكابد الحمار للقيام ولكن هيهات.... فقد أصبح الوزن ثقيلا عليه فكال له صاحبه ضربات موجعات إعتدل علي أثرهن وسار بشق النفس إلي المكان الذي يقصدانه مجهدا... ومن يومها أقلع عن تكرار تلكم الحيلة.....
ومن دلائل ذكائه قصته مع تاجر الملح...
إذ كان صاحبه يحمل عليه ملحا ثقيل الوزن ويطوف به القري لبيع بضاعته وذات يوم تصادف أن وقع الحمار أثناء عبوره لجدول ماء وأثناء مكابدته للقيام ذاب بعض الملح في الماء فخف وزن حمولته فإكتسب الحمار خبرة جديدة وصار كلما يعبر الجدول يقع في الماء ويخفف وزن حمولته.... ولكن كيف له بتحدي الإنسان الذي ميزه الله بالعقل..؟
فقد إكتشف صاحبه الحيلة وغير نوع البضاعة وجعلها صوفا ... وكعادته و (موالفته) للظرف وقع الحمار عند عبوره الجدول فتشاغل عنه صاحبه كأن ليس هناك عجلة في أمره فتشبع الصوف بالماء وصار ثقيلا والحمار لايدري ..... ( فتلك خبرة جديدة عليه).... وبعد حين بدأ صاحبه بإنتهاره للقيام والسير فكابد الحمار للقيام ولكن هيهات.... فقد أصبح الوزن ثقيلا عليه فكال له صاحبه ضربات موجعات إعتدل علي أثرهن وسار بشق النفس إلي المكان الذي يقصدانه مجهدا... ومن يومها أقلع عن تكرار تلكم الحيلة.....
الطريف أن الأونشو عرفوا منذ القدم مكر هذا الحيوان وأنه يتصنع
الغباء ليفوز بجيد العلف والغذاء... وقد وردت حكاية عن ذلك تحكي أن حمارا وثورا
كانا ملكا لرجل وكان من مهام الحمار أن يزينه صاحبه بالسرج الفاخر ويعتلي ظهره
للذهاب به للسوق فيربطه ويضع له جيد العلف... بينما كان علي الثور العمل في جر
المحراث الزراعي حتي المساء فيعود مهلكا تعبا...
وذات يوم شكي الثور لرفيقه الحمار معاناته... فقال له الحمار ببساطة:
إدعي المرض في الصباح فيضطر صاحبنا لشراء ثور آخر يساعدك في العمل....
وبالفعل عمل الثور بنصيحة الحمار وتظاهر بالمرض .... وأتت المصيبة علي رأس الحمار... فقد كان الرجل لايمتلك مالا لشراء ثور آخر ولذا لم يجد بدا من إستخدام الحمار في جر المحراث الثقيل حتي المساء .....
وجاء الحمار منهكا لايكاد يري موقع قدم أمامه.... ولم يستطع حتي وصف مامر به منذ الصباح وباتا ليلتهما والثور يأكل باقي العلف في دعة...
وذات يوم شكي الثور لرفيقه الحمار معاناته... فقال له الحمار ببساطة:
إدعي المرض في الصباح فيضطر صاحبنا لشراء ثور آخر يساعدك في العمل....
وبالفعل عمل الثور بنصيحة الحمار وتظاهر بالمرض .... وأتت المصيبة علي رأس الحمار... فقد كان الرجل لايمتلك مالا لشراء ثور آخر ولذا لم يجد بدا من إستخدام الحمار في جر المحراث الثقيل حتي المساء .....
وجاء الحمار منهكا لايكاد يري موقع قدم أمامه.... ولم يستطع حتي وصف مامر به منذ الصباح وباتا ليلتهما والثور يأكل باقي العلف في دعة...
وفي الصباح أتي صاحبهما فتظاهر الثور بالمرض فأخذ صاحبهما الحمار
للمرة الثانية وعاد به مساءا يجرجر أقدامه جرا....
وماإن دخل الحمار الحظيرة حتي بدأ في نسج خيوط حيله ماكرة تخرجه من هذا المأزق ... فقال مسرعا يخاطب الثور:
ألا ماأروع العمل في الحقل وإني لأجده شيئا مبهجا وأجمل من بقائي مربوطا في موقع واحد بالسوق طيلة نهاري.... ولكن يارفيقي فإن لدي خبرا سيئا بشأنك ...
فتساءل الثور... وماذاك...؟
فقال الحمار... إن سيدنا قد آلمه بقاؤك مريضا وجعل يفكر في أن يبيعك لجزار قبل أن تصبح هزيلا.... ويشتري بثمنك ثورا آخر... وإني أنصحك بأن تبادر غدا إلي عملك حتي لاتذهب دماؤك هدرا..... فخاف الثور خوفا شديدا وظل طيلة ليله واقفا نشطا... وحين أتي سيدهما صباحا سره أن يجد ثوره صحيح البدن فأسرجه وخرج به والحمار يبتسم إبتسامة مكر صفراء.....!
وماإن دخل الحمار الحظيرة حتي بدأ في نسج خيوط حيله ماكرة تخرجه من هذا المأزق ... فقال مسرعا يخاطب الثور:
ألا ماأروع العمل في الحقل وإني لأجده شيئا مبهجا وأجمل من بقائي مربوطا في موقع واحد بالسوق طيلة نهاري.... ولكن يارفيقي فإن لدي خبرا سيئا بشأنك ...
فتساءل الثور... وماذاك...؟
فقال الحمار... إن سيدنا قد آلمه بقاؤك مريضا وجعل يفكر في أن يبيعك لجزار قبل أن تصبح هزيلا.... ويشتري بثمنك ثورا آخر... وإني أنصحك بأن تبادر غدا إلي عملك حتي لاتذهب دماؤك هدرا..... فخاف الثور خوفا شديدا وظل طيلة ليله واقفا نشطا... وحين أتي سيدهما صباحا سره أن يجد ثوره صحيح البدن فأسرجه وخرج به والحمار يبتسم إبتسامة مكر صفراء.....!
الطريف أن الأونشو لديهم مثل متداول فيقولون:
أوندو كتوق إيرينق ...أي والف الحمار الزرع... كناية عن نباهته بعدم وجود رقيب يمنعه من ذاك العلف المجاني فهو يوالف المجئ والأكل.... وهذا ينافي مفهوم العرب للمثل القائل:
وقف حمار الشيخ بالعقبة... فذلك ليس لغبائه في التصرف لعبورها وإنما كنوع من الموالفة بتكرار الفعل الذي أحدثه لأول مرة حين واجهته العقبة فتردد هنيهة في التصرف ... وهكذا والف الأمر ومازال يكرره ولكنه في كل مرة يأتي بالخيار الأفضل للعبور.... فوجب أن نحسن الظن بحميرنا ولانظلمهم بغباء تفكيرنا فهم أذكي من ذلك....!
وصباحكم Zain
أوندو كتوق إيرينق ...أي والف الحمار الزرع... كناية عن نباهته بعدم وجود رقيب يمنعه من ذاك العلف المجاني فهو يوالف المجئ والأكل.... وهذا ينافي مفهوم العرب للمثل القائل:
وقف حمار الشيخ بالعقبة... فذلك ليس لغبائه في التصرف لعبورها وإنما كنوع من الموالفة بتكرار الفعل الذي أحدثه لأول مرة حين واجهته العقبة فتردد هنيهة في التصرف ... وهكذا والف الأمر ومازال يكرره ولكنه في كل مرة يأتي بالخيار الأفضل للعبور.... فوجب أن نحسن الظن بحميرنا ولانظلمهم بغباء تفكيرنا فهم أذكي من ذلك....!
وصباحكم Zain
0 comments:
إرسال تعليق